كتب: محمد ناشر مانع
لقد منعتم إقامة المظاهرات في سابقة لم يجرؤ النظام على فعلها رغم ما شهدته البلاد من مظاهرات واحتجاجات وتضحيات. للأسف، أدى هذا الصمود الأسطوري إلى صعود قيادات إلى الحكم لم تكن مؤهلة لذلك. فالقيادة التي تُعهد إليها مسؤولية استعادة الوطن لا يمكن أن تقبل بانتهاك كرامة شعبها من المهرة إلى باب المندب. أولئك الذين يفتقرون إلى المشاعر ويغيب عنهم الضمير لا يمكن أن تُسند إليهم مسؤولية قيادة وطن.
العائلات في جنوبنا العزيز تعرضت لنهب أجورها، وأصبحت الأسرة الواحدة تتقاضى مائة ريال سعودي في أفضل الأحوال، تحت إشراف قيادة مُنحت ألقاباً من قبل المستفيدين الفاسدين. لا نفهم كيف يفكر هؤلاء القادة. العليمي لم يمنعكم من الالتحام مع الشعب المكلوم، ولا دول الجوار قادرة على ذلك. كما أن العليمي لم يقطع الكهرباء، وهي من مسؤوليتكم. أعطونا وزيراً من حكومتكم قدم استقالته أو حتى فكر في ذلك. هل تتذكرون الرجال العظام مثل فرج سعيد بن غانم رحمه الله؟ عندما واجه طريقاً مسدوداً، قدم استقالته بكل حزم. ألا تتذكرون أن ذلك الرجل العظيم استقال بينما كانت رواتب الناس تتراوح بين ألف وخمسمائة ريال سعودي وألفين ريال سعودي؟
الحقيقة أن الإنسان ليشعر بالخجل حتى من انتقادكم. كيف يمكننا أن نصدق أن هناك أناساً يعيشون جميعاً تحت خط الفقر المدقع، وما زالوا يقولون إننا بحاجة إلى لجان تُطلعنا على ما يجري؟ إذا كنت لا تعلم، فالمصيبة كبيرة، وإن كنت تعلم، فالمصيبة أعظم. ألا تخجلون من أنفسكم؟ لماذا تحرمون المواطنين من المظاهرات، وهي المتنفس الوحيد المتبقي لهم، وهم الذين أوصلوكم إلى ما أنتم فيه؟ ما الحكمة من منع التظاهر؟
إن كل هذه التصرفات تكشف عن عوراتكم، وتظهر أنكم مجرد شخصيات ارتجالية لا تعتمد على الطرق العلمية في مواجهة الأزمات.
للحديث بقية...