كتب / رائد الغزالي
كم هي مجيدة تلك البطولة التي تنبع من صميم النضال والتضحية، فما أعظم الرجال عندما تتجلى فيهم نشوة الإحساس الوطني. هناك رجال في الحياة يحملون حسًا عميقًا وتهورًا للتضحية والفداء، يتسابقون إلى التاريخ وليس إلى المجهول. من بين هؤلاء الرجال الشجعان البطل المغوار من دبسان الأسطورة، الشهيد العميد محسن حسين القطيبي، والد الشهيد البطل المقاوم عبدالكريم محسن، من أسرة الشهيد قائد ثورة الكفاح المسلح 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني، راجح غالب لبوزة، من العزة والشموخ في ردفان الإباء. تلك الأسرة التي وُجدت لتقدم ولا تدخر، قضت جل عمرها من أجل الوطن وأصبحت رمزًا للمستقبل، وقدمت حياتها في سبيل خالق الوجود والأرض والسماء والإنسان.
استشهد في محافظة شبوة في منطقة عزان فجر الأربعاء 14/5/2014م مع مجموعة من الجنود، ويُعتبر العميد محسن القطيبي من الشخصيات العسكرية البارزة في العمل العسكري، كما كان شخصية اجتماعية مؤثرة. وقبل ذلك، أصيب في حرب صيف 94 بشظايا في رأسه.
الشهيد، رحمه الله، تطوع للقتال ضد عناصر الإرهاب والخروج عن الدين في منطقة عزان بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن في عام 2014م، قُتل من أجل الإنسانية، وتلك هي عظمة الاستشهاد. ونحن في أيام ذكراه العظيمة، رغم قلة ما يمكن أن نقوله، ندعو له في صلاتنا ولكل من هم على شاكلته لترقد أرواحهم بسلام عند مالكها. إننا، يا أسرة الشهيد، مهما حاولنا كتابة بضع كلمات أو أكثر، ومهما قيلت من عبارات في وصفه وعذوبة مفرداتها عن ذلك الشهيد الغائب الحاضر، فإن الرمال والأشجار لن تعطيه حقه. فما كتابتنا إلا إحياء وذكرى تسري في الدم والقلب.
ذاك الشهيد، رحمة الله عليه، خدم الوطن كثيرًا منذ نشأته وتدرجه في السلم العسكري، حيث صنع من نفسه قائدًا فذًا ليس في الأمور السهلة بل في أصعب الظروف وأحلكها. إن الجيل الذي سيأتي بعدنا سيتعلم منكم ومن بطولاتكم المؤرشفة في صفحات التاريخ معنى الشجاعة والقيم والتضحية والوطن والأرض والشهامة، وكل قيم الرجولة المكرسة في الدفاع عن الوطن، وكذلك تأدية القسم والعهد وقطع الوعد من أجل حماية الوطن من كل غازٍ ومحتل لأرضنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق