الفرق بين عقل بحجم وطن وعقل لا يساوي جناح بعوضة.

 

كتب: محمد ناشر مانع

لاحظوا الفارق الحقيقي بين الأشخاص الذين يمتلكون عقولاً بحجم الأوطان وبين أولئك الذين لا تعادل عقولهم جناح بعوضة. في الحرب العالمية الثانية، التي تُعتبر من أعنف الحروب في التاريخ، تولى الزعيم تشرشل قيادة بريطانيا. انظروا إلى حكمة هذا القائد الذي كانت أفكاره من ذهب. أول ما فعله تشرشل بعد خطابه الشهير هو أنه أمر بإبعاد المواطنين البريطانيين الذين يعيشون بالقرب من المناطق المستهدفة من الطيران الألماني إلى أماكن أكثر أماناً. ولم يكتفِ بذلك، بل قام أيضاً بإجلاء المواطنين من الأماكن التي كان يُتوقع أن تتعرض للقصف. ذلك لأنه كان يدرك تماماً أن مهمته الأساسية هي حماية المواطنين في أمنهم وغذائهم وحقوقهم من الدخل القومي. فهو يعلم أن الجيش وُجد لحماية الشعب ومكتسباته. أما عندنا، وفي بلد الحكمة والإيمان، تُرك المواطن ليواجه الموت والمجاعة والأمراض والأوبئة من كل جانب. فلماذا إذن وُجد الجيش؟ لحماية من؟ طالما أن المواطن يتجرع آلام الموت في كل لحظة تمر عليه؟ يا جماعة، أخبروهم أن يراجعوا التاريخ ويستخلصوا منه العبر. إذا لم يكن الجيش موجوداً لحماية الناس في أمنهم واستقرارهم وغذائهم وحقوقهم، فإنه يصبح بالتالي طرفاً مشاركاً في العدوان عليهم وعلى الوطن.