لحج/ خاص
تسببت الإجراءات المعقدة في محافظة لحج، وبالتحديد في ردفان، في صعوبة حصول الفئة المهمشة على بطاقات الهوية من إدارة الأحوال المدنية والسجل المدني، مما أدى إلى عدم اندماجهم في المجتمع وحرمانهم من حقوقهم كمواطنين. حيث أن عدم حصول الآباء من هذه الفئة على البطاقة الشخصية يمنع أطفالهم من الحصول على شهادات الميلاد.
وهذا ما أكده الأستاذ جمال مثنى، ممثل اتحاد المهمشين في مديرية ردفان، التي تُعتبر من أكبر مديريات المحافظة. وأشار إلى أن المهمشين في مدينة الحبيلين، مركز المديرية، يتواجدون في ثلاثة مواقع: المحوى الأسفل الذي يضم 170 أسرة، والمحوى الأعلى الذي يضم حوالي 200 أسرة، والقطاع الغربي الذي يضم أسر نازحة من مناطق مختلفة في اليمن بسبب الحرب، ويحتوي على حوالي 50 أسرة.
وأضاف أن فئة المهمشين غير قادرة على الحصول على البطاقة الشخصية أو شهادات الميلاد بسبب الإجراءات المعقدة التي لا يستطيعون تنفيذها. كما أشار إلى أن الأطفال لا يحصلون على شهادات الميلاد بسبب عدم توفر البطاقة الشخصية لدى آبائهم، مما يدفعهم إلى الشوارع لجمع الخردوات والقناني البلاستيكية كمصدر رزق، ويتعرضون لمخاطر عديدة.
ولفت إلى أن هذا الوضع زاد من معاناة الأسر المهمشة، حيث حُرموا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي مثل بقية الناس، ويفتقرون إلى التعليم، وينتظرون أمام المطاعم للحصول على بقايا الطعام لتلبية جوعهم، وأحيانًا يكون ذلك صعبًا.
وفي سياق حديثه عن عدم حصول المهمشين على بطاقات الهوية وشهادات الميلاد، ذكر جمال أنه أجرى إحصائية تقريبية في المحوى الأسفل حول عدد الأطفال الذين لم يحصلوا على شهادات الميلاد، وبلغ عددهم حوالي 120 طفلًا وطفلة، مما حرمهم من التعليم.
وأضاف أنه، بصفته ممثلًا للاتحاد في منطقة ردفان، بذل جهودًا كبيرة لمساعدة الآباء والأطفال في تجاوز هذه المشكلة المتعلقة بوثائق الهوية، لكن جهوده لم تحقق أي نتائج.
وختم حديثه بالقول إن هناك إجراءات خاصة من الجهات المعنية تم إضافتها للمهمشين تتعلق باستخراج وثائق الهوية، وهي إجراءات تعسفية تزيد من التعقيدات وتستمر في معاناتهم. وأعرب عن أسفه لعدم قدرته على خدمتهم رغم ما بذله من جهد كبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق