![]() |
الفقيد عبدالقوي العطفي |
كتب / صالح العطفي
الفقيد الشيخ عبدالقوي صالح محمد العطفي،رحمه الله، علم بارز من اعلام ردفان،توفي في 18 سبتمبر 1998م ولكن اثره مازال خالدا في الحياه،من أين أبدا الحديث.... عنك أيها الرجل العظيم؟!
وأي لغة، ووصف يليق بك أيها الكبير الكبير حقا
وحدك وقفت شامخا تسجد للمعبود في فترة ترك الناس دينهم وسجدوا لقنينة الخمر، وحين سمعت محافظ لحج يقول : الدين أفيون الشعوب خرجت تصلي فرضك وحيدا في محراب الحقيقة، ومن مثلك يجيد صنع المواقف العظيمة في لحظات اليأس.
لم تترك دينك كي تجامل مسؤول لفظته الحياة، وذاكرة الحياة.
وحين صرفت لك شقة في الحبيلين رفضتها وقلت معي بيت في قريتي، وحين صرفت لك سيارة تمسكت بسيارتك القديمة التي لا تقوم من مكانها إلا دهفا.
كم أنت كبير كيبر أيها الرجل الذي امتلئت غرفتك كتبا، ومجلات ومجلدات، ولا تقبل إلا هدية الكتب.
وحدك أيها الرجل الهمام يقف الرجال مستمعين لصوتك الذي يضاهي عباقرة المفكرين، فكلماتك نقش خالد في وجدان من عرفوك حق المعرفة.
إنك ولدت من سلالة الأبطال الشرفاء فلم تمتد يدك لأحد ولم تقف في باب أحد، وقلت كلمة الحق وتركت التائهين يتجرعون بلادتهم.
سل قرى ردفان تجبك من هنا مر رجل عظيم، وسل ثرى الأرص تجبك من هنا مر رجل عشق الحق، وقرب الخصوم على موائد المودة والمحبة، وكان جائزته الكبيرة في هذه المواقف الكبيرة كسرة خبز يابسة وحقين، ومن يبالغ في إكرامه يغضب منه، فأين نحن اليوم أيها العظيم فينا.
منذ أن عرفناك وحتى مماتك تنام على تلك البطانيتين وتلك الوسادة لم يتغيران أبدا
كنت مدير عام الزراعة ولا تخجل أن تشتري المرق دون لحم و وحين حادثك مدير عام مديرية ردفان ( قاسم ثابت )عن الأراضي في الحبيلين ضحكتك، وقلت له : قل تشتي أرضية، وضحكت لقد سكن الغنى محياك.
وقبل أيام من وفاتك كتبت على الصفحة البيضاء في الكتاب العظيم ( القرآن الكريم ) : قد لا أجدكم بعد جمعتي هذه،
نعم لم يطل بك الأجل ولم تحضر الجمعة، فمثلك تعطى له نبوءة الموت أيها الصالح التقي.
وحين حضرت عجوز من قرية بعيدة وراحت تبكي، وتبكي وكأنها الخنساء، وحين سئلت عن هذا الحزن أجابت : على عبد القوي العطفي تبكي النساء، فماذا زرع في روح تلك المرأة.. إنه العطاء يا سادة.
وحين وجدنا رجل يسقي الشجر في ملاهي الشيخ عثمان من شبوة تعارفنا وأنني من ردفان، فسألني : تعرف عبد القوي العطفي فقلت له : هو بن خالتي.
وسألني : اين هو الآن، قلت له : توفى
فضربت عيناه وجه الأرض، وتدحرجت من عينيه الدموع.
أي ذكرى عاطرة صبها الوالد العطفي في قلب ذلك الرجل، وأي خلود هذا التي تجعل رجل كبير يبكي لذكرى إنسان.
أيها الكبير الكبير حقا المترفع حقا عن الصغائر، ولقد جاء رجال نبت لهم شنب من عورة المو مسات. ويدعون أنك تزور السجول .....اتركك منهم فمن يبيع نفسه، ويستدين، ويتسول وزحة قات فلا مناص أن يدعي بهتانا، نم في مرقد الخالدين فقد أشعلت فينا نور العزة والشموخ