كتب / رائد الغزالي
كم هي مجيدة تلك البطولة الوليدة من لب النضال والتضحية فما أعظم الرجال حين نشوة الأحساس الوطني فيهم يشاب، هناك رجال في الحياة لديهم حس مغروس وتهور للتضحية وتقديم الفداء يتسابقون إلى التاريخ وليس إلى المجهول، او لجمع الاموال والعقارات
ومن أمثال الرجال الصلب الشداد، البطل القائد من دبسان ردفان، الشهيد القائد عبدالكريم، نجل الشهيد العميد محسن حسين القطيبي، من أسرة قائد ومفجر ثورة ١٤ أكتوبر ضد الإحتلال البريطاني،الشهيد راجح غالب لبوزة من بلاد العزة والشموخ، ردفان الإباء،
تلك الأسرة التي نشأت في الوجود لكي تعطي ولاتدخر أفنت جل عمرها من أجل الوطن وأصبحت محراب مهاب للمستقبل، قدمت إلى الحياة في سبيل خالق الوجود والأرض والسماء والأنسان
ولد الشهيد عبدالكريم عام 1985م وكان إستشهاده في مساء الاثنين الموافق 22/2/2016م
الشهيد، رحمه الله، تطوع للقتال ضد عناصر الأرهاب والخروج عن الدين في عدة مناطق في سنوات مضت قبل إستشهاده، وقد خدم في السلك العسكري في جنوب اليمن في النهار والليل، تاريخ يشهد له ماقدم
كان من القيادات الشابة لقد كانت شخصيته تتسم بالقيادة منذٌ أن أنخرط في الدفاع عن أهداف القضية الجنوبية، كان من الرجال الخيرين والشرفاء والغيورين الذين يقولون ويفعلون، وهذا ما أتسمت به شخصية بطلنا القائد.
للشهيد، محطات كثيرة، في سنوات خاضها وخاض غمارها ومنعطفاتها وماشابها من ملاحم بطولية ستظل يخلدها الزمن، أصيب في أحداث الحرب الأخيرة 2015م أثناء المواجهات ضد القوات الشمالية التي جددت غزوها للجنوب، فخاض الشهيد القائد عبدالكريم تحدياً آخر في بوتقته الكثير من الخفايا والنجاعات والشجاعة والإقدام تنقل كالطائر الحر مع زملاء من أبناء منطقته وغيرها في عدة مواقع في جبهات العاصمة عدن للقتال ضد مليشيات الحوثي وتعرض لإصابة غير عادية، ولكن لم يكن لها والآمها إهتمام من قبله، فقد عزم على التضحية فقد قال كلام وأراد أن يفعله قال لأسرته وأصدقائه أريد أن أقاتل كي أقتل فكان يتواجد ويقاتل في جبهات عدن ومع قدوم القوات التي تدربت في الخارج وتحرير عدن ثم قاعدة العند أبى إلا أن يذهب إلى كرش وأسس كتيبة الموت وقادها حتى نال الشهادة مدافعاً عن وطنه وقال كلمته وفعلها قٌتل ليشهد الزمن على عظمة هذه الأسرة الشامخة لقد ضحى والده من أجل الإنسانية في مواجهة الإرهاب في محافظة شبوة، وتلك عظمة الأستشهاد ولايزال أخوته يحملون روح الوفاء،
في تاريخ يومنا هذا الـ 22 من فبراير 2021م هي الذكرى الخامسة للشهيد،وفي هذه الذكرى العظيمة، نجدد ترحمنا على روحه،وعسى ان يكون من المشمولين برحمة الله تعالى،وسندعو له في صلاتنا ولكل الناس من أمثاله، لترقد أرواحهم بسلام، عند مالكها، إننا يا اسرة الشهيد مهما حركنا الأنامل لنكتب ومهما قيلت من كلمات في وصافتها وعذوبة مفرداتها عن ذاك الشهيد الغائب الحاضر حتى وأن كتبت الرمال والاشجار لاتعطي ذاك النبراس حقه، فما كتابتنا إلا إحياء وذكرى وسريانها في الدم والقلب، ذاك الشهيد رحمة الله عليه، قد خدم الوطن كثيراً منذ نشأته وتدرجه في السلم العسكري الذي تدرج في بطولاته حتى صنعت منه قائداً فذاً ليس في أمرن الظروف بل في أعسرها،ورغم اننا في مرحلة يهمل فيه ملف الشهداء والجرحى
إن الجيل الذي سيكون على الوجود سيتعلم منكم ومن بطولاتكم المؤرشفة في دواوين التاريخ، مفهوم الشجاعة والقيم والتضحية والوطن والأرض والشهامة وكل قيم الرجولة المسخرة في الدفاع عن الوطن وكذلك تأدية القسم والعهد وقطع الوعد من أجل صون وحماية الوطن
![]() |
الشهيد القائد عبدالكريم محسن القطيبي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق