لماذا هذه المزايدة على محافظة لحج؟ وكما تعلمون فإن مبنى المحافظة حكومي يدخل في إطار الشرعية التي يعد المجلس الانتقالي شريكا فيها، وهذه التصرفات العشوائية لا تؤدي إلا إلى الفوضى. 

فهل هذا يعني أن كل المشاكل انتهت ولم يبقى لإعلان قيام الدولة الجنوبية إلا رفع العلم فوق المجمع الحكومي التابع لمبنى المحافظة. ولو كان الأمر كذلك لقام المحافظ بنفسه في فعل ذلك. ولكن الأمر ليس كذلك.فالواقع يكتنفه الكثير من الغموض، ولا ندري إلى أين يأخذنا اللاعب الخارجي. فالناس مرهقون نفسياً من غلاء المعيشة الذي يدفعهم نحو الهلاك. 

وأيضاً هل أعطتكم القيادة الانتقالية المركزية أوامر باقتحام مبنى المحافظة كي نرفعوا العلم... بالطبع لا. بل هذا تصرف فردي، فالكثير من العقلاء في المجلس الانتقالي لا يحب أي سلوك عشوائي. 

فمحافظ المحافظة اللواء أحمد التركي مع القضية الجنوبية منذ الوهلة الأولى وقاتل ببسالة في الجبهات وهو جريح. وقبل ذلك اعتقله نظام صنعاء، وهو من أبناء الصبيحة التي ضحت بالكثير من أبناءها في جبهات الجنوب. بينما هناك من جاء بعد حرب 2015 ولم يدخل جبهة من قبل وحصل على منصب ومع ذلك يتصرف بشكل عشوائي وعامل نفسه دولة ولا يأخذ في الاعتبار عواقب تصرفاته العشوائية. 

مع العلم أن رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي يعرف بنفسه أهمية هذا الرجل وأشاد بدوره وإسهاماته في حلحلة مشاكل أمنية داخل المحافظة والتي كانت تهدد الاستقرار، وبعض المشاكل تسبب بها اشخاص يحسبون على المجلس الانتقالي. ورغم أن هناك حملات تحريضية أطلقها البعض ضد سيادة المحافظ التركي كمحاولة تحريض شخصية للنيل من هذا الرجل إلا أنها لم تفلح 

ورغم أنه محافظ محافظة يفترض أن يرفع علم اليمن الموحد، إلا أنه لم يفعل ذلك.وفضل التعامل بمرونة ويحرص على التوازن والهدؤ والتعقل لكون المرحلة تتطلب ذلك. وركز على واجباته في مجال الخدمات والتنمية وفي خدمة الجميع بعيداً عن السياسة، حرصاً منه على النسيج الاجتماعي.  

لذلك، احرصوا على الاستقرار، لأن المزايدات السياسية الفارغة لا تؤدي إلا إلى المشاكل.ومن لديهم مطالب خدمية واضحة لهم الحق في المطالبة بحقوقهم. وهذا حق مشروع، لكن المزايدات السياسية التي عفى عنها الزمن لا تجلب إلا الاحقاد. 

ولذلك فإن الوضع ليس متاحاً بالنسبة لكم، أيها البعض، لتفعلوا ما تريدوا حسب مزاجكم، ولذلك عليكم عدم الانجرار إلى الفوضى، وعدم المزايدة على وطنية الآخرين، كلنا جنوب، والجنوب لن يقوم إلا بتوافق جميع محافظاته وبشكل منظم يسبقه عمل مؤسسي بالخطوات الصحيحة. 

الفوضى ليست من مصلحتكم يابعض الناس، واعتبروها نصيحة من ناشط حريص على الاستقرار، وخاصة في محافظة لحج التي وضعها حساس لأن الأمر ينظر إليه على أنه استهداف شخصي ومناطقي، واستهداف للنسيج الاجتماعي،بالمزايدة السياسية. باسم الجنوب، الذي يستخدم كذريعة لذلك الاستهداف وإحداث الفوضى،كما أننا على ثقة كبيرة بأن الأمور في المحافظة جيدة، ولن يكون هناك توتر، لأنه سيكون هناك ضبط للنفس، وما يعزز ثقتنا في ذلك هو حرص المحافظ الدائم ومعه القيادة الأمنية على الحفاظ على النسيج الاجتماعي بين أبناء المحافظة. وفي النهاية يبقى الجنوب في القلوب.

رائد الغزالي