السبت، 14 يونيو 2025

في الذكرى العاشرة لوفاته: محطات ومواقف خالدة من حياة الفقيد المناضل الشيخ فضل عركل القطيبي

 


كتب  :   رائد الغزالي 

تحل علينا غدًا 15 يونيو 2025 الذكرى العاشرة لرحيل الشخصية الوطنية ورجل الخير والمواقف الاجتماعية، المناضل الشيخ فضل محمد صالح عركل القطيبي، نسأل الله أن يجعله من الذين ينالون رحمته.وقد توفي في 15 يونيو 2015 بعد صراع مع المرض.


فكما أن الرجال الأوفياء لا تُنسى ذكراهم، فإننا نستعيد جزءًا من مناقب ومآثر الفقيد التي قدمها خلال مسيرته الحياتية، حيث ظل علمًا بارزًا غيبه الموت عن الحياة.


لقد كانت مواقف الفقيد في حياته بمثابة ذكرى خالدة تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، حيث كان واحدًا من أبرز مشائخ ردفان بشكل خاص والجنوب بشكل عام. قضى معظم حياته في خدمة الوطن خلال مراحله ومنعطفاته التاريخية، ورغم أن المرض نال من صحته، إلا أنه ظل يكافح منذ صغره حتى رأى بصيص الأمل نحو تحقيق السلام في المجتمع. كان يوم وفاته حزينًا على ردفان، وأثر كالصاعقة على قلوب محبيه عندما سمعوا خبر وفاته نتيجة مرض عضال، نظرًا لمكانته وتأثيره الكبير في المجتمع.


رحل عن عالمنا، لكن روحه لا تزال حاضرة من خلال مواقفه النبيلة في تحقيق السلام والوئام بين أبناء المجتمع. انتشر صيته الحسن بين الناس الذين عرفوه واحتكموا إلى قوله وعملوا به.


لقد كان رحمه الله يتمتع بالكثير من الرزانة والحكمة، وكان له القدرة على إنهاء أي خلاف بكلماته السديدة. إنه شخصية فريدة تركت بصمة في المجتمع.


شهد الفقيد مراحل ومنعطفات عديدة في حياته، حيث تنوعت مجالات نشاطه بين العسكري والاجتماعي، وقد قدم أدوارًا نضالية تكفي لتكون شهادة على عصره.


وُلد الفقيد في منطقة ظاهرة الحيمدي في مديرية ردفان، محافظة لحج، جنوب اليمن  

عام 1962م، وأنجب 7 أبناء و5 بنات. كانت محطته الأولى نحو الكفاح وبناء الأسرة عبر البوابة العسكرية في المحافظات الجنوبية، حيث شارك في عدة حروب، منها الدفاع عن الوطن في عام 1978م خلال الحرب بين اليمن الجنوبي والشمالي قبل الوحدة.


شارك أيضًا في حرب صيف 1994م، ثم غادر إلى خارج البلاد حتى صدر قرار العفو الذي شمل المشاركين في تلك الحرب، ليعود إلى الوطن ويستقر بعد سنوات من الغربة القاسية في ردفان. لكن سرعان ما تم اعتقاله في عام 1998م في مدينة الحبيلين، بتهمة الانتماء لحركة موج الانفصالية، ليتم الإفراج عنه بعد أشهر، ثم غادر إلى الخارج لسنوات وعاد ليكون واحدًا من الذين تم تسريحهم عسكريًا.


شارك في جمعية المتقاعدين العسكريين، حيث تم فتح مقر للجمعية في أحد المباني التابعة له، وذلك في الفترة من 2007م إلى 2008م في مدينة الحبيلين، التي شهدت انطلاقة انتفاضة القضية الجنوبية. تعرض مقر الجمعية لمداهمة من قبل قوات الأمن المركزي، واشتباك معهم، مما أدى إلى اعتقاله ونقله إلى سجن شرطة ردفان ثم إلى لحج.


تعرض لعدة وعكات صحية لكنها مرت بسلام. كان الفقيد رحمه الله شيخًا لقبيلة الحيمدي القطيبي، ونشط في الأعمال الاجتماعية بعيدًا عن العمل العسكري، وهنا بدأت محطته في العمل الاجتماعي وفعل الخير للمجتمع، حيث ساهم في حل العديد من المشكلات، ولم تقتصر جهوده على ردفان بل شملت المناطق المحيطة بها، حتى بدأ المرض يداهمه وينهكه.


للفقيد بصمات واضحة على الواقع لم تُنسَ من الذاكرة، حيث كانت له مواقف وتدخلات حاسمة ساهمت في إخماد الفتنة والشر. ومن بين تلك المواقف، تدخل الفقيد ليكون وجه ضامن لإحدى قبائل شبوة التي كانت تطالب بتسليم مطلوبين أمنيين اعتدوا على أحد أبنائها في ردفان، وهو موقف وطني عظيم حدث في عام 2011. كما أسهمت مواقفه وجهوده في حل العديد من النزاعات بالتعاون مع مشايخ وعقلاء ردفان لحسم خلافات مع أبناء يافع، مما ساهم في تحقيق السلام بين أبناء الوطن الواحد.


تجسدت مواقف الفقيد العظيمة في نضاله الوطني، حتى أنه حصل على لقب رجل السلام، وتم تكريمه من قبل أبناء يافع في عام 2012 خلال احتفال بهيج أقيم في ردفان، حيث تم تكريمه أيضًا من قبل منظمة دار السلام العالمية تقديرًا لجهوده كأفضل رجل سلام في اليمن.


تستمر عجلة العطاء في التقدم، ولم تتوقف مسيرة الفقيد رحمه الله في خدمة الناس حتى بعد وفاته، حيث ترك أبناءً قادرين على مواصلة الطريق بعده، وعلى رأسهم الشيخ توفيق وآخرون، تاركًا إرثًا كبيرًا يبقى شاهدًا على اسمه في الحياة. هناك أمل وثقة من الأصدقاء بأبنائه في تجديد العهد والسير على خطى والدهم من أجل الخير والصلح بين الناس، وستظل بصماته خالدة، يشهد عليها الزمن.


رائد الغزالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرئيسية

بيان مقهور من أسرتها : إلى الرأي العام.....فاجعة الطفلة الطاف شاكر - استهتار طبى وإهانة إنسانية لا تغتفر

  ردفان ( هنا ردفان ) خاص :   إلى من تبقى في هذا الوطن من ذوي الضمائر الحية إلى القيادة المسؤولة، والسلطات القضائية والصحية بقلوب يعتصره...