السبت، 29 يوليو 2023

أبطال منسيون

 


بقلم  :  سامي سعد موسى العمري

سنستعرض في إطار تناولنا السريع قصة بطل من أبطال الجنوب الأشاوس، ولكنه أضحى في طي النسيان، أنه البطل الفذ عبد الناصر الزماري.

هو عبد الناصر محمد ناشر الزماري، ينحدر من قرية عقيبة بأرض القطيبي، مسقط رأس المناضل علي منصر محمد، والقائد عثمان معوضه.

انتقل عبد الناصر الزماري للعيش في منطقة بجير، ومع انطلاقة الثورة الجنوبية في 2007م، كان له شرف الريادة في المشاركة الكبيرة في مختلف الفعاليات السلمية من مظاهرات واحتجاجات داخل ردفان وخارجها، وبعد إن أخذت الثورة منحى الكفاح المسلح سيما مع اشتداد ممارسات المحتل وعنجهيته، واستخدامه للقوة المفرطة، كان لبطلنا دورا فاعلا، فقد انخرط في صفوف العمل المسلح في وقت مبكر، برغم الهوة الكبيرة بين ما يمتلكه المحتل من عدة وعتاد، مقابل ما لدى المقاومين من أسلحة خفيفة، إلا إن العقيدة القتالية كانت عالية، فقد تحلى بعزيمة نادرة وإصرار وإرادة كبيرين. وهكذا سطر الزماري مع إخوانه الأبطال أروع ملاحم الفداء والتضحية، فنفذت العمليات النوعية والبطولية مستهدفة أوكار العدو وثكناته وتجمعاته ومواقع انتشاره في منطقة ردفان، بشكل أرهقه وضاعف معاناته، وكبده المزيد من الخسائر، دفعته للتراجع.


 تعرض البطل عبد الناصر الزماري كسائر أبطال الجنوب لعمليات ملاحقة مستمرة، وبات مشردا ومطاردا، إلا أنه لم يخنع أو يستسلم أو يفقد الأمل بالانتصار على العدو وطرده من أرض الجنوب ذات يوم.


 ساهم البطل عبد الناصر الزماري في عمليات بطولية نادرة،كان ابرزها اختطافه هو وزملائه لااحد جنود الامن المركزي اسمه هاشم الكناني ونقلوه الى سليك وحصلت. اشتباكات واصيب الزماري ونقل الى مستشفى يافع ووصفته صحيفة المحتل انذاك بانه من اخطر العناصر المطلوبه امنياً و وقد جرح واُستشهد العديد من رفاقه الأبطال وهم يؤدوا فروض الفداء والتضحية دفاعا الوطن المحتل، وسنحاول التطرق لذكر بعض ممن سقطوا وهم بجواره مثل محسن عبد الله محسن الوهيبي، الذي استشهد اثناء قطع موكب رئيس دولة الاحتلال، والتي كانت من أعظم العمليات النوعية، وعمليه نقطه جواس التي استشهد فيها الشهيد البطل محسن طؤره، والشهيد صالح الزيتونة، وعملية نقطة الجبلين التي أصيب بها القائد مختار النوبي، وعملية الربوة التي استشهد فيها محسن الصهيبي، وعملية سليك الاولى والثانية، وعملية الأمن المركزي، وعملية حصار القطاع الشرقي.

ويجدر بنا إن نذكر بعضا من رفاق الدرب للبطل عبد الناصر الزماري، ممن استشهدوا أو فقدوا مثل:

الشهيد فوزي شايف محمد البكري.

الشهيد محسن عبد الله محسن الوهيبي.

الشهيد عباس طنبح.

الشهيد محسن طؤئرة.

الشهيد محسن الصهيبي. 

الشهيد داؤود محسن الصهيبي. 

الشهيد صالح قايد صالح ذيبان حنابات.

الشهيد عبد الرؤوف علي ثابت.

الشهيد صالح يحيئ الزيتونة

الشهيد عبيد الفضلي.

الشهيد ردفان سيف بن المعنس. 

الشهيد غسان العلياني.

الشهيد همام عبد الله الرزم.

الشهيد عبد الكريم محسن حسين. 

الشهيد صالح ثابت راشد الذيباني. 

الشهيد محمد بن عسكر حبيل الجبر. 

الشهيد انور أحمد جبر ناشر. 

 الشهيد حبوب حبيب البكري.

الفقيد الشاذلي محمد مهدي.

الفقيد محمد مهدي حسن.

الفقيد سعد موسى العمري.

الشهيد الخضر علي صالح.

الشهيد سعيد صالح لبرص.

الشهيد فهد جابر سعد.

الشهيد ذيزن عبدالكريم.


نسأل الله ان يرحمهم برحمته الواسعة، وإن يسكنهم فسيح جناته، ويبقى العتب على أولئك ممن صعدوا على كرسي السلطة بفضل تضحيات هؤلاء الأبطال، نقول لهم ماذا قدمتم لذوي أبطال وفدائيي ردفان، ممن نذروا بحياتهم رخيصة ليحيا الوطن، وها هو البطل المغوار عبد الناصر الزماري مازال على قيد الحياة، وبرغم بطولاته ومآثره، فقد طاله التهميش والإبعاد، وأصيب بالإحباط وخيبة الأمل بفعل بعض الممارسات الإقصائية، في حين نجد ممن كانوا عملاء ومندسين وأعضاء في ما تسمى بلجان الدفاع عن الوحدة، نراهم اليوم يتربعون على كراسي السلطة قيادات وحكام، تسلقوا على أكتاف الأبطال غير عابهين بمعاناة عوائل الشهداء، وأنين الجرحى.

يعيش اليوم البطل عبد الناصر الزماري حبيس منزله محبطا مما أصابه من خيبات وقهر، لما يعانيه رفاق دربه الأبطال من تهميش وتنكر ونسيان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرئيسية

قيادة السلطة المحلية بردفان تعزي أسرة الفقيد المناضل القائد الأكتوبري الشيخ سيف مقبل القطيبي

  ردفان / خاص بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:   (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...