الأحد، 16 أكتوبر 2022

التسلق على حساب المناسبات الوطنية لتبرير الفشل


 


بقلم: صالح محمد القماعي الحيمدي



يحتفل الجنوبيون بثورة 14 أكتوبر المجيدة في الذكرى 59 لقيامها ضد المستعمر البريطاني، وهي مناسبة وطنية مقدسة

يصعد بعض القيادات إلى المنصات لإلقاء الخطابات ، ليس بنية صافية للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة ، ولكن بغرض الظهور. ويحبون الميكروفونات. إنهم لا يؤمنون بمبادئها وأهدافها النبيلة ، وعلى أساس أنها ذكرى عظيمة وتاريخ يستحق الحب والتقدير. صنعه رجال عظماء ناضلوا من أجل الحرية والاستقلال ، وعلى الرغم من المؤامرات التي تعرضت لها بلادنا من القوى العظمى. التي اخترقت صفوف الثوار ودوس العناصر المعادية لثورتنا ودولتنا وخلق العديد من السلبيات خلال فترة ما بعد الاستقلال ، لكن إنجازات الثورة كانت كبيرة وعظيمة ولكن للأسف تم التخلي عن كل هذه الإنجازات و سلمت للقوى الخبيثة في شمال اليمن وضاع حلم الجنوبيين ، واليوم وبعد 59 عاما من عمر ثورتنا ،

ماذا تبقى من مبادئ وأهداف هذه الثورة؟


حيث ينتقد البعض الثورة وثوارها ويرى أنها كانت خطأ تاريخي ، والبعض يصف فترة الاحتلال بأنها فترة شراكة وليس احتلال ، وقبل نحو عام رفضوا الاحتفال بهذه الذكرى ، لدرجة أنهم اعتقلوا كل من حاول الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة ، ومن رفض أمس الاحتفال بهذه الذكرى نراهم يتسابقون اليوم للصعود على المنصات لإلقاء خطب وهمية والتقاط الصور. والهدف هو الظهور في وسائل الإعلام ولإيصال الكلمات واستخدام المصطلحات العاطفية التي تاتي ردا على حالة الاستياء التي يسمعونها من عامة الناس ضدهم لأنهم نسوا انتماءاتهم الطبقية السابقة وأصبحوا الآن طبقة ثرية واستخدامهم لهذه المصطلحات العاطفية الثورية وحب الذكرى في وقت تعاطف الجماهير المتلهفة مع هذه المبادئ والقيم الثورية ، التي من أجلها تم التضحية بأنهار من الدم النقي من أجل تحقيق الأحلام العظيمة لشعبنا.



إنهم يتغنون بهذه الذكرى ويدمرون في نفس الوقت كل منجزات الثورة ، بما في ذلك المعالم الاثرية الجنوبية ، من المرافق العامة ومنشآت الدولة والمتاحف ، ونهب كل ما هو ملك عام. لقد دمروا كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية. واستبدلوا مؤسسات الدولة والقضاء باشخاص ونقلوا كل سلبيات نظام صنعاء إلى الجنوب ، وهذه الذكرى ، وبدلاً من الاستئثار بقيمها وأهدافها ، أصبحت مجرد احتفاء بالمظهر الشخصي والإنجاز والأهداف السياسية اللحظية بالنسبة لهم كمحاولة لدغدغة مشاعر الساذجين لتغطية فشلهم وعجزهم الذي أظهروه في ممارساتهم وهم كسلطة في إعادة مؤسسات دولة الجنوب وبناءها وتفعيل القوانين.

أين هو نموذج مشروعنا السياسي الثوري؟ هل ما نشهده من ارتباك وعشوائية من جميع الجوانب هو النموذج الراقي لمشروعنا الجنوبي؟ لا .... لا .... إنه إخفاق ذريع يا قادة آخر الزمان.

 كل هذه المظاهر التي نشهدها يوميا تعكس حجم الأزمة التي تعيشها النخب السياسية الجنوبية والتي أصبحت عاجزة عن الانفتاح على الجماهير وبدلاً من التحدث بصراحة عن إملاءات القوى الكبرى والمنطقة ، يخرجون بخطابات وهمية.واصبحوا يراعون مصالح الخارج على حساب مصالح شعبنا ، ولهذا يجب على تلك النخب الجنوبية مراجعة سياساتها وتصحيح الخلل والالتزام بالمبادئ والأهداف بثورة الأم  

لأن الثورة هي تغيير جذري في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، والثورة هي تحسين المستوى المعيشي للناس ، وتحسين التعليم ، والقضاء على الفروق الطبقية ، وتفعيل القوانين ، والعمل المؤسسي ، وبناء اقتصاد وطني.

 الثورة ليست سيطرة على الأراضي وبناء طبقات رأسمالية طفيلية على حساب الغالبية العظمى من الشعب.

الثورة لا تتعلق ببناء وشراء الفيلات والفنادق ومحلات الذهب في الخارج الثورة عزة وكرامة وبناء وطن يعيش فيه الشعب بحرية وكرامة وكرامة

اليوم تنفق مئات الملايين على الاحتفالات والمناسبات وعوائل الشهداء تتضور جوعا.

 أليس من العار أن ينفق على القادة الذين يعيشون في الخارج ويصبحون سائحين ينتقلون من دولة إلى أخرى ويتلقون العملة الصعبة؟ أليس من العار أن تنفق ملايين على مطبلين لنشر التغريدات الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.وتحقيق إنجازات وهمية لا أساس لها ولا يمسها المواطن. ان النخب السياسية بكل انتماءاتها تعاني من أزمة في الفكر والضمير ، وتتضح هذه الأزمة من خلال التناقضات في الخطب السياسية والتصريحات والأقوال والأفعال.

نتمنى أن يتم تصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان عندما يكون الندم عديم الفائدة

كتابتي لهذا المقال نابعة من حرص على الجنوب وثورتنا قبل الانزلاق إلى مصير مجهول.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرئيسية

بيان مقهور من أسرتها : إلى الرأي العام.....فاجعة الطفلة الطاف شاكر - استهتار طبى وإهانة إنسانية لا تغتفر

  ردفان ( هنا ردفان ) خاص :   إلى من تبقى في هذا الوطن من ذوي الضمائر الحية إلى القيادة المسؤولة، والسلطات القضائية والصحية بقلوب يعتصره...