![]() |
الفقيد أ.محمد السلي |
كتب / سامي صالح ( أبو رعد الحالمي )
وداعا معلمي وداعا صديقي وداعا أبي وداعا أخي أيها الاستاذ الفاضل محمد سعيد غالب السلي الرجل الذي خدم وطنه بكل نزاهة واخلاص وقدم الكثير من عمر حياته في خدمة التعليم وعلم الاجيال لتكون مخرجات صالحة في المجتمع وتبني الوطن
لقد خيم الحزن في مارس ٢٠٢٠م على حالمين خاصة والوطن الجنوبي بشكل عام،الفقيد الاستاذ محمد سعيد غالب (السلي ) وافاه الأجل باكرا وما مازال لديه في قلبه الكبير ما يعطيه للناس،غيبه الموت وعمره ٦٢ عاما
رحل استاذي رحل معلمي رحل ذلك الرجل الطيب فكل ما حوله ينسب إليه،الناس تحب ذكر اسمه عندما لا تراه فهذا بيت السلي وهذا حفيد السلي وهذا أرضه وهكذا
لقد كان السلي نعم المعلم والإنسان كان يقطع المسافات الطويلة والطريق الوعر في جبال القرب ذهابا وإيابا لم يتأفف ولم يتذمر لم يطلب علاوة سفر ولم يرفع صوته على طالب فينا ويدلي علينا بسبب قطعه لتلك المسافات من أجل ايصال الرسالة التي حلف بأن يؤديها بكل اخلاص
وداعا أيها المعلم الفاضل فما زالت صخور الطريق وأشجاره برده وحره تعرف خطواتك وأنفاسك الطيبة فإذا تنكر البشر لجميلك أستاذي فالصخور والشجر والمواسم والفصل تذكره وتذكرك،أكتب عنك بعد موتك والدموع من عيني تزاحم مداد قلمي وتزاحم عبراتي كلماتي
ماذا أعساي أن أقول وماذا عسى قلمي سيكتب فقد كتبت يا معلمي في قلبي وعقلي ما أنا كاتبه الآن، فهو منك وإليك
ما زلت أذكر لقاءاتكم أنت وأبي ومقايلكم وأسماركم وأحاديثكم ضحكاتكم نكاتكم كنت أحب أن أقعد معكم أو قريبا منكم لأستمع إلى تلك النبرات وأرى براءة الأطفال في عينيكما
معلمي كم ستشتاق لك القرب بإنسانها وتضاريسها وكم سنفتقدك وكم سيفتقدك طلاب الصف الأول سيفتقدون حنانك وحبك وإخلاصك وتفانيك كم سيفتقدون كل شيء فيك يا سلي عشت فقيرا غنيا فقيرا من مال غنيا بما في صدرك من حب وغنيا بحبنا لك يا استاذي ولكنك مت غنيا بما تركته من طيب الأثر وحسن الصنيع فأسمك معلمي سيبقى صداه يتردد مئات ومئات الأعوام في شعاب وجبال ووديان القرب يردده الأطفال والناس ذكورا وإناثا يردده الطير الذي كنت تسبقه في بكورك من منزلك إلى مدرستك تذكره الشمس التي لوحت بشرتك وكستها بسمرة الرجال وطبعت عليها وسام الوفاء والأصالة والنبل لقد كتبت يا معلمي على صفحات الزمن بأحرف من نور كتبت ما لا يمكن أن يمحوه الزمن، كتبت علما مكان الجهل،ونشرت نورا في كهوف الظلام، فكل مهندس وكل طبيب وكل دكتور وصاحب كل علم في قرانا وكل مهنة كل هؤلاء في رقابهم جميلا، لا يمكن أن يجحدوه جميلا أنت صانعه
معلمي وداعا ولا أملك الآن ما أرد به جميلك لأنه من عظميته لا يمكن أن يرد فأنا وأمثالي لا نملك لك إلا الدعاء يا طيب الذكر والأثر رحمك الله وجعل عالي الجنة مثواك،نكتب عن بصمات الفقيد كي يعرف الجيل الحالي بتلك البصمات ليستأثرون بها وليعملوا بتلك الوصايا التي قالها الفقيد عندما حث على العلم والتعليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق