بقلم. أ. صالح محمد أحمد العطفي
هنا نحن في هذا اليوم
( الاثنين 17 رمضان 1446 ه) نقف نهز ذاكرة الماضي المترع بالحب والصداقة الصادقة ، والزمالة التي أبت ان تسقط من شجرة الحياة ..وها نحن نوشوش حروفا كانت اغصانا محملة بثمار الاحترام والذكريات الوارفة بعبق ذلك الزمن الجميل الذي أبى أن ينصاع للانصهار .
جميل أن نقف اليوم نستذكر ماضيا كان لنا فيه عمرا طريا مضمخما بلوحة مترعة بالنجاح والتفوق والتنافس والسباق الجميل غير المدنس بوقاحة الانتصارات الكاذبة .
أيها الزملاء النجباء ..ها نحن نبعثر أربعين عاما إلا عاما كانت لنا ذكريات الشباب طرية ماطرة بكل قيم الحب والبساطة الطافحة والقيم العظيمة التي تربينا عليها وغرست فينا من قبل آباء وأمهات أعطوا ثمرات أعمارهم من أجل أن نكمل طريق التعليم رغم قساوة الظروف التي خرجنا منها جميعا..
واليوم نستذكر عطر أساتذة أجلاء الذين جاءوا من أصقاع بعيدة من فلسطين المقدسة ومصر الكنانة ومن مدينة الحلم عدن ولحج الإبداع وأساتذنا من ردفان ونقول لهم : أنتم تيجان الحياة وحملة شعلة العلم ..شكرا شكرا لكم ، فقد أينعت بذوركم في تربة حياتنا .
ونتذكر مدير مدرسة لبوزة الأول / الأستاذ القدير صالح عفيف ، ومن أخلفه الأستاذ الدكتور صالح هيثم ..ونقول أصلحكم الله كما كنتما صالحين في عملكم ..
ونقول لمن غادر هذه الحياة من مدرسين وطلاب لكم اجر الحياة وسكنى جنان النعيم ..
وها نحن اليوم نجتمع وقد عصرتنا الحياة بكل تقلباتها ..سقطت معتقدات واندثرت ..فلا يوجد جيل مثلنا عبرت على كاهلة كل تلك المتغيرات الكبيرة وأضعنا أحلاما كنا نظن أنها أسمى الأمنيات ..
لقد وقف جيلنا أمام وجهات فلسفية كثيرة وواجهنا أعاصير جامحة ..وهنا نقف أمام نصب حياتنا ككتاب ضخم من التجارب المتجاذبة ..وهنا يجب أن نعلم أولادنا وطلابنا ألا يقف تحت ظل اتجاه واحد حتى لا تتعثر خطواتهم ولو كانت الأفكار لدينا واضحة لتغير مجرى حياتنا ،لكننا نقف كقاموس حياة نرشد الأجيال القادمة ألا يقفوا بالنافذة التي أطلينا على الحياة حتى لا تتكرر نقطة البداية ..والانطلاقات المكررة والمتعثرة
علينا أن نحكي للجيل القادم أننا تربينا على أعلى قمم الأخلاق والعطاء والمحبة والأخلاص ..وهذا اللقاء هو برعم وثمرة لتلك القيم الكبيرة ونعلم الجيل القادم إننا أولاد جيل الاحترام ..
وكلنا أيها الزملاء عاش لحظة انبهار عظيم لذلك الصرح العلمي السامق الذي شيدته دولة الكويت الشقيقة والحبيبة وكيف كنا نتجول في ساحة ثانوية لبوزة كأننا في رحلة من الجمال .
وكيف كانت الكلمات تتجمد في أفواهنا إذا حادثنا فتاة ..لقد كنا جامعة وأكاديمية الخلق العظيم ..
طابت ليلتكم وتقبل الله صيامنا وقيامنا وجمعنا على خيرة وعافية ..وتقبل الله الأساتذة والزملاء الذين سبقونا في جنان النعيم
صالح محمد أحمد العطفي
ملحوظة
الثانوية الوحيدة في ردفان قاطبة في ذلك الزمن المتأرجح .