كتب / رائد الغزالي
في مثل هذا اليوم 15 يونيو 2015م توفي الهامة الوطنية الشيخ فضل محمد صالح عركل القطيبي ،رحمه الله
وبما ان الرجال الاوفياء، لا ينتسون من ذاكرة الزمن، ها نحن نجدد اعادة سرد جزء من مناقب ومآثر الفقيد التي قدمها في مشوار حياته،
ظل علم بارز غيبه الموت عن الحياة،في 15 يونيو 2015م
ولكن المواقف التي قدمها في حياته جعلت منه ذكرى خالده في الأيام لعظمة وقيمة تلك المواقف، كان واحدا من أبرز مشائخ ردفان،قضى معظم حياته في خدمة الوطن عبر مراحله ومنعطفاته التاريخية، ونخر المرض صحته كثيراً من أيام الحياة، وظل يصارع ويكافح من صغره إلى أن يرى فجوة نحو تحقيق السلام في المجتمع.
لقد كان يوما حزينا على ردفان،ونزل كالصاعقة على قلوب المحبين حين سمع خبر وفاة الشيخ فضل عركل،اثر مرض عضال،لمكانة هذا الإنسان الطيبة وتأثيره العميق،في المجتمع.
لقد غيبه الموت لكن بقيت روحه في مكانها من خلال المواقف الخيرة المواقف النيرة في تحقيق السلام والوئام بين أبناء الجسد الواحد، ذاع وتردد صيته الحسن بين الناس الذين عرفوه وسايروه واحتكموا لقوله وعملوا به .
لقد كان رحمه الله يمتلك الكثير من الرزانة والرجاحة والجأش في القول السديد الذي يتسيد على خلاف ويقضي عليه.إنه علم وشخصية فلتة طرز في المجتمع،
إن الفقيد رحمه الله شهد مراحل ومنعطفات كثيرة في حياته عندما كان موجوداً فيها تشعب على عدة مجالات منها العسكرية والإجتماعية فقدم من أدوار نضالية مايكفي منها لشهادة على عصر أو زمان،
ولد الفقيد في منطقة ظاهرة الحيمدي في مديرية ردفان، محافظة لحج، عام 1962م أنجب 7 ذكور و 5من الإناث،محطته الأولى نحو الكفاح والإنشاء الأسري كانت عبر البوابة العسكرية في المحافظات الجنوبية،خاض عدة حروب منها الدفاع عن الوطن في 1978م في الحرب التي حدثت بين اليمن الجنوبي والشمالي،آنذاك
وشارك في حرب صيف 1994م حتى غادر بعدها إلى خارج البلاد إلى أن أتى قرار العفو الذي شمل من شاركوا في تلك الحرب، ليعود إلى ردفان واستقر سنوات بعد غربة مريرة،ثم مالبث وأن تم إعتقاله في 1998م في مدينة الحبيلين عاصمة ردفان بتهمة الإنتماء لحركة موج الإنفصالية ليتم الأفراج عنه بعد أشهر ثم غادر بعدها إلى خارج البلاد لسنوات ثم عاد وكان واحد من الذين تم تسريحهم عسكرياً.
شارك في جمعية المتقاعدين العسكريين ومنها تم فتح مقر للجمعية في أحدى المباني التابعة للفقيد،وكان ذلك في عام 2007م إلى عام 2008م بمدينة الحبيلين عاصمة ردفان التي شهدت إنطلاقة انتفاضة القضية الجنوبية، تعرض مقر الجمعية حيث ماكان الفقيد متواجداً فيها لمداهمة قوات الأمن المركزي واشتبك معهم ليتم بعدها اعتقاله والزج به في سجن شرطة ردفان ثم نقل إلى لحج،
تعرض لعدة وعكات صحية لكنها مرت بسلام، الفقيد رحمه الله كان شيخ لقبيلة الحيمدي القطيبي،نشط في أعمال اجتماعية بعيدة عن العمل العسكري،وهنا بدأت محطة العمل الإجتماعي وفعل الخير للمجتمع وأسهم في حل العديد من المشاكل لم تكن مقصورة على ردفان بل شملت خارج محيطها حتى بدأ المرض يداهمه وينهكه
للفقيد بصمات للواقع لم تمحى من الذاكرة تلك المواقف والتداخلات الحاسمة رأبت داب الفتنة والشر القاتل ومنها تدخل الفقيد وجعل من نفسه رهينة لإحدى قبائل شبوة الذين كانوا يطالبون بتسليم مطلوبين أمنيين أعتدوا على أحد أبنائها في ردفان وكان ذلك موقف وطني عظيم في عام 2011م.مواقف وتدخلات وجهود بتت في إفضاء نزاعات كثيرة إلى جانب مشائخ وعقلاء من ردفان لحسم خلاف مع أبناء يافع مواقف ثمنت بالنضالية نحو تحقيق السلام بين أبناء الجسد الواحد.
مثلت مواقف عظيمة ومشرفه للفقيد ارتقت إلى مستوى النضال الوطني غير محصورة حتى أنه لقب برجل السلام وتم تكريمه من قبل أبناء يافع في عام 2012م في حفل تكريم بهيج أقيم قي ردفان في اليوم الذي كرم فيه أيضا من قبل منظمة دار السلام العالمية لجهوده التي أجتهد فيها من أجل ذلك.
عجلة الدوران تمضي للأمام فلم تتوقف مسيرة العطاء التي قدمها الفقيد رحمه الله والعمل من أجل خدمة الناس حتى بعد موته لإنه خلف أبناء يستطيعون مواصلة المشوار بعد أبيهم على رأسهم الشيخ توفيق والآخرين تاركا إرثا كبيرا يظل شاهدا وقائما بإسمه في الحياة.وهناك أمل وثقة من قبل الأصدقاء بالأبناء بتجديد العهد والسير على خطى والدهم في سبيل الخير والصلح بين الناس ويستظلون بمجده وبصماته التي ستبقى خالدة وسيشهد عليها الزمن